دور عبد الله بن سبأ في الفتنة
ثم ظهرت الفرقة الثانية، وظهورها لم يكن متأخراً عن ظهور الخوارج، وهي فرقة الشيعة، وأول من أوجد بذرتها هو عبد الله بن سبأ، ذلك الرجل اليهودي الخبيث الذي تظاهر بالإسلام، وأشعل الفتنة في مصر وفي الكوفة وغيرهما، ثم جاء أصحابه المفتونون وارتكبوا تلك الجريمة الشنيعة، وهي قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم اندسوا في صفوف المسلمين وأخذوا يشعلون نار الفتنة بينهم، كما حصل في يوم الجمل، عندما اندس أولئك السبئية بين الصفين، وبعد أن كاد يلتئم ما بين القوم، بفضل بعض المصلحين الساعين في الخير، ومنهم كعب بن سور قاضي البصرة، إذا بهؤلاء الخبثاء يشعلون نار الحرب، ويتراشقون بالسهام، ويؤججون نار القتال، فاشتعل القتال بين الفريقين، وظن كل منهما أن الآخر قد خدعه، ثم كانت تلك الفتنة التي قتل فيها من كبار الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- من قتل.